حياة ما بعد الثانوية: ماذا يمكنني أن أفعل إذا كنت غير متأكد من أهدافي المستقبلية؟

يقدم هذا المقال نصائح قيمة للطلاب الذين يشعرون بالتردد في خططهم المستقبلية بمجرد اقتراب نهاية مرحلة المدرسة الثانوية. تشجع الكاتبة القراء على اتخاذ نهج متعدد الجوانب في دراستهم، واعتناق الفضول، والتواصل قدر الإمكان، والاعتراف بأن مسار حياتهم المهنية قد لا يكون خطيًا. من خلال اتخاذ خطوات صغيرة واستكشاف فرص مختلفة، يمكن للطلاب اكتشاف ما يجلب لهم الفرح والإشباع. يذكرنا هذا المقال بأن النجاح لا يتم تحديده من خلال الإنجازات الأكاديمية أو مسار الحياة المهنية، ولكن بالعيش حياة ذات معنى

حياة مهنية

ماجدة البرمكي

4/8/2023

نهاية العام الدراسي تقترب بسرعة، وربما تشعر بالضغط لاتخاذ قرارٍ يغير حياتكِ. هل يجب أن تسعى لمهنة في الطب، الهندسة، أو شيء آخر تمامًا؟ ربما تشعر بأنك الوحيد الذي لم يتخذ هذا القرار بعد. لكن هناك سر: جميعنا كنا في نفس وضعك، وستشعرفي الغالب بالضياع والتردد خلال العقد القادم، أو ربما أطول

تخرجتُ من المدرسة الثانوية قبل عشر سنوات، وعند النظر إلى الوراء، كانت تلك فترة مرعبة. وددتُ لو أخبرني شخصٌ ما: "استرخي! لقد كنتِ في نظامٍ كلاسيكيٍ لأكثر من 12 عامًا، وقد علّمكِ الفكر بطريقةٍ معيّنة. على الرغم من أن المدرسة مهمة إلى حدٍ ما، إلا أن الأمور ستصبح حقيقيةً من الآن فصاعدًا. حتى إن كنتِ واثقة من مسارٍ معين، فلن يستمرّ ذلك طويلاً، وسيتسلل الشك وعدم اليقين. لذلك، استرخي، دعي الأمور تسير كما هي". يؤكد النظام التعليمي الذي نشأنا فيه على النجاح الأكاديمي، مما يجعلنا نعتقد أن الطريق الوحيد لتحقيق النجاح في الحياة هو اتباع مسارٍ معين، والذي غالبًا ما يؤدي إلى الحصول على شهادة جامعية. ومع ذلك، فإن هذا النهج الضيق يفشل في الاعتراف بوجود مساراتٍ متعددة للنجاح، وأنه يمكن تعريف النجاح بطرقٍ مختلفة

بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بعدم اليقين حول خططهم المستقبلية، أنصح بدراسة مجال متعدد الاستخدامات. وهذا يعني اختيار مجال دراسة يمتلك تطبيقات واسعة في مختلف الصناعات، مثل الأعمال التجارية، الهندسة أو علوم الكمبيوتر. عن طريق القيام بذلك، يمكنك اكتساب مجموعة واسعة من المهارات التي يمكن تطبيقها في مجموعة متنوعة من مسارات العمل. ويمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للطلاب الذين لا يزالون يحاولون معرفة ما يريدون فعله في حياتهم

نصيحة أخرى كنت أتمنى أن يتم إعطاؤها لي آنذاك هي أن أحتضن فضولي وأتوقف عن البحث عن شغف معين. بدلاً من ذلك، يجب أن أركز على استكشاف اهتماماتي وتعلم أكبر قدر ممكن من الموضوعات المختلفة. يمكن أن يساعد هذا على تطوير مجموعة واسعة من المهارات والمعرفة، والتي يمكن أن تكون قيمة في مجموعة متنوعة من الصناعات. من المهم أيضًا أن تضع نفسك في مكان يمكنك من خلاله التواصل مع الآخرين قدر الإمكان. يمكن أن يعني ذلك حضور الأحداث، الانضمام إلى الأندية أو المنظمات، أو التواصل مع المحترفين في المجال الذي ترغب فيه. عن طريق بناء شبكة من الزملاء والمرشدين، يمكنك الحصول على نصائح وأفكار قيمة لاتخاذ قرارات مستنيرة حول خطط مستقبلك. كلما بدأت في هذا المجال، كان ذلك أفضل

تذكّر أنّ مسار حياتك المهنيّة قد لا يكون خطياً. من الجيد تغيير المسار وتجربة أشياء جديدة واستكشاف فرص مختلفة. بدلاً من الشعور بالضغط لاتخاذ قرار بشأن مستقبلك بأكمله، يجب أن تركّز على اتخاذ خطوات صغيرة يمكنها مساعدتك على التحرّك في الاتجاه الذي تريده. أدرك الان أنّ الضغط لاختيار مسار حياتي المهنيّ في سنّ مبكّرة ليس واقعياً. نحن ما زلنا صغارًا في الثامنة عشرة، ونحن لم نكتشف العالم من حولنا بعد بشكل كامل. نحن لم نكتشف بعد ما هي شغفنا وما الذي يحفّزنا. نحن لا نزال نتعلّم عن أنفسنا وعن ما نريد من الحياة. حتى بعد إتمام دراساتي في الهندسة المعماريّة وأصبحت مهندسة معمارية، لا زلت أشك في كل شيء طوال الوقت. أنا دائمًا أبحث عن طريقة أفضل لعيش حياتي، لتحقيق الإشباع والسعادة، وللتحرّك نحو الأشياء التي تجلب لي الفرح الحقيقي. أعتقد أن هذا الشك هو شيء طبيعي وصحي. إنه علامة على نمونا وتطورنا كأفراد

بالإضافة إلى ذلك، أدرك أن هناك الآن نزعة شعبية لتحذير الطلاب من الالتحاق بالجامعة، خاصة في الدول مثل الولايات المتحدة حيث يمكن أن يكون ذلك مكلفًا. أفهم مصدرهذا الاتجاه، ولكن إذا كانت الجامعة خيارًا متاحًا لك، والتعليم بعد المدرسة الثانوية هو الخيار الذي يبدو الأكثر وضوحًا، فلا تتردد في الانطلاق نحوه، ولا تشعر بالذنب بسبب اتباع نصيحة والديك أو معلمك وأنت غير متأكد من هذا القرار. إن الاعتراف بقيمة التعليم والجامعة مهم، حتى إذا كان الطالب غير متأكد من خططه المستقبلية للحياة المهنية. بحضور الجامعة، يتاح للطلاب الفرصة لتنمية الأخلاق العملية القوية، واحترام مهارات التفكير النقدي، وبناء شبكة من الزملاء والمعلمين

إذا كنت تشعر بالضياع والارتباك حول ما يجب فعله بعد المرحلة الثانوية، فلتعلم أنك لست وحدك. من المقبول أن تأخذ الوقت اللازم لاكتشاف الأمور، لاستكشاف مسارات مختلفة، وارتكاب الأخطاء في الطريق. لا تخف من تجربة أشياء جديدة، اتخاذ المخاطر، وتحدي الوضع الراهن. تذكر أن النجاح لا يتم تحديده من خلال مسار الحياة المهنية أو الإنجازات الأكاديمية. إنها عن العيش حياة تشعر فيها بالإشباع والمعنى بالنسبة لك. وهذا شيء يتطلب الوقت والاستكشاف لاكتشافه. لذا خذ نفساً عميقاً، وثق في المجرى الذي تسير عليه حياتك، واستمتع بالرحلة